قراءة في مشهد الأدب العربي على خارطة العالم

بهدف تسليط الضوء على الأدب العربي ومدى ارتقائه إلى مصاف الأدب الأجنبي العالمي من حيث النضج الفني والمضمون نظمت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، محاضرة بعنوان " الأدب العربي وسؤال العالمية"  وأوضح الأستاذ الدكتور سعد البازعي" الأستاذ بكلية الأدب في جامعة الملك سعود بالرياض، ورئيس تحرير الموسوعة العربية العالمية ، بالمملكة العربية السعودية بأن محاولات ثقافتنا العربية في تلمس موقعها بين الثقافات والآداب العالمية في عالم اليوم تواجهها العديد من التحديات المتعلقة بالعولمة المعاصرة، والانتشار والجماهيرية لبناء أكبر قاعدة من القراء، والقيمة الثقافية لهذا الآدب، ولا يتحقق ذلك دون اتاحة الظروف الثقافية الملائمة لانتشار الأدب العربي على المستوى العالمي". وأشار البازعي إلى قضية الترجمة الأدبية ودورها في التعريف بالإبداعات الأدبية العربية وفي صنع عالمية الأدب العربي، وصدور ترجمات لأعمال أدبية عدة إلى لغات أجنبيّة، وقد أظهر الرأي العامّ العربي أنه مهتمّ جدّاً بمسألة عالمية الأدب العربي الحديث، ومن المرجح أن يزداد الاهتمام العربي بهذه القضية في ضوء تنامي ظاهرة العولمة الثقافية، وما يرافقها من تصاعد للنقاش العربي حول ما تنطوي عليه تلك الظاهرة من مخاطر وفرص بالنسبة للثقافة العربية. ‏

كما تناول مفهوم العولمة وحضورها الجدلي وآثارها في الثقافة والأدب العالمي أو ما يعرف بمفهوم جلوبال ديالوجتيكس"، مؤكدا على أن العوامل الرئيسية التي تترتب على إثرها العالمية تتلخص في الحضور بالمشهد الثقافي العالمي من خلال الترجمة، نتيجة للانتشار، وكذلك مدى أثر "جائزة نوبل" على الأدب العالمي، وقوائم الكتب الأكثر مبيعا في العالم، وغيرها من المعايير والمحددات التي ترسم مشهد الأدب العالمي في العصر الحالي. كما طرحت تساؤلات من قبل الطلبة والباحثين حول دور الكاتب والأديب على المستوى العربي والعالمي في ما يقدمه للقارئ في تحقيق عوامل الانتشار، وقيمة الأدب العربي التي تدعو إلى العالمية، وأثر صراع الحضارات، ومفاهيم النخبوية والجماهيرية، وما يقدم في العلاقة بين النص والمتلقي، والنظرة الاستشراقية، وغيرها من العوامل على توسيع دائرة المعرفة الثقافية للآخر بالأدب العربي للارتقاء به نحو العالمية وفق مفاهيم العصر الحديث لظاهرة العولمة والامتداد الثقافي للأدب العالمي في المسيرة الحضارية والانسانية.