نحو تطور الفكر البشري لمجتمعات ما بعد الحداثة 

نظمت جامعة الإمارات العربية المتحدة، يوم الأربعاء الموافق 31 يناير 2018 الجاري، في المبنى الهلالي بالحرم الجامعي، محاضرة بعنوان "التطور الثقافي- دوافع الناس تتغير، وتعيد تشكيل العالم"، حول مفهوم التطور الثقافي في المجتمعات، وتطور الفكر البشري في العصر الحالي لمجتمعات ما بعد الحداثة، وأوضح البروفيسور رونالد انجلهارت من جامعة ميشغيان في الولايات المتحدة بأن مختلف الدول تؤكد على أن المجتمعات تتغير وتتطور في علاقاتها مع أفرادها، ومع المجتمعات الأُخرى، والفكر البشرى يتطور معها، فالإنسان هو محرك التطور الثقافي. وأشار إلى أن البشرية عرفت قفزة نوعية جديدة لم يعد معها الإنسان خاضعا تماما للطبيعة كما في المجتمعات البدائية، ولا حتى شريكا معها كما في المجتمعات الزراعية، بل أصبح سيدا للطبيعة، يخضعها ويشكلها وفقا لمعارفه العلمية وتطوره الثقافي، امتدادا إلى مرحلة ما بعد الصناعة مع ثورة المعلومات، وإزاء هذا المشهد المبهر لم يكن غريبا أن يصبح موضوع التطور الثقافي هو أحد أبرز اهتمامات المفكرين خلال العقد الماضي ومستقبل الأيام في معرفة دوافع الناس للتغير ومدى تأثيرها على تشكيل العالم. وجاء التطور الثقافي للمجتمعات في العديد من دول العالم عن الأفكار السائدة فيها، والتي تحدد نمطا معينا للسلوك، وهذا التطور يتوقف على البيئة الاجتماعية والمجتمعات التي تقوم على احترام حرية الرأي وتشجيع تعدد الأفكار وحرية المناقشة والنقد، وعليه يكون التأثير الثقافي للأجيال القادمة خلاقا ويساعد على مزيد من التنوع، مع قدرة أكبر على الإبداع والابتكار.

يشار إلى أن هذه المحاضرة نظمها قسم علم الاجتماع في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة  وتأتي في إطار الإعداد لانطلاق المؤتمر الدولي "التقييم الشعبي للسعادة في العالم العربي وأسيا وأوروبا الشرقية وأفريقيا وأمريكا اللاتينية"، الذي ستنظمه الكلية بالتعاون مع المنظمة الدولية لمسح القيم العالمية World Value Surveys-WVS، في الخامس من فبراير الحالي.